‏*الحريه..ماهي؟*

قد تتساءل كيف يمكن أن يكون الأنسان حرا؟فأجيبك بأن الحاجه للحريه توجد فقط حينما تكون مع آخرين فإذا كنت تعيش وحدك علي جزيره مهجوره لا تشعر بالحاجه لأن تكون حرا..لا أحد يضع حدودا لما يمكنك أن تعمله لكن علي العكس حينما توجد مع آخرين..يجب عليك أن تعرف حدود حريتك كي لا تتعدي علي حريات الاخرين.
الحريه لا تعني أن نعمل كل ما نريده بل أن نحقق احتياجاتنا و رغباتنا مع مراعاتنا في الوقت نفسه ،أن نحترم احتياجات ورغبات الآخرين.
إذا تصرف كل الناس كأحرار،هكذا يكون من الصعب أن يتعايشوا معا في سلم و تفاهم و يصعب أن تنمو صداقات، لأن كلا منا سيكون غاضبا من الآخرين.نعم..الحريه تعني أولا و قبل كل شئ آخر،احترام الذين يعيشون معنا و حولنا.

الحرية: هي القدرة على الاختيار، والبحث في الحرية يقود إلى تقسيم الحرية إلى قسمين:
أ ـ الحرية الداخلية: أو حرية الإرادة والاختيار الباطني عند الانسان: وهي التي دار البحث حولها من قبل علماء العقيدة (علماء الكلام) والفلاسفة والمفكرين الاسلاميين، وغير الاسلاميين، وانتهى البحث فيها إلى مذاهب وآراء شتى، فذهب فريق أمثال الأشعري وغيره، إلى أن الانسان كائن مجبر، لا يملك القدرة على الاختيار، فالأفعال تجري عليه كما يجري الماء في النهر. فنحن نقول: جرى الماء في النهر، وليس للماء حرية ولا إرادة في اختيار الجريان في النهر، بل يجري بقوة قاهرة خارجة على ذات الماء.
وكذا الأفعال التي ننسبها إلى الانسان، فهي أفعال الله تجري بواسطة الانسان، وليس الانسان هو الفاعل الحقيقي لتلك الأفعال، وفسروا دور الانسان بالكسب.
وهكذا جردت هذه النظرية الانسان من الحرية والاختيار، في حين ردت آراء إسلامية أخرى على هذا الاتجاه، واعتبرته معارضاً لعقيدة التوحيد التي تؤمن بعدل الله سبحانه، وتنزهه عن الظلم، فكيف يجرد الخالق سبحانه الانسان من الاختيار، ويجري عليه أفعاله، ثم يحاسبه عليها، وهو لا يملك القدرة على الفعل والترك فيما فرض عليه، بل ما قيمة الأمر والنهي من قبل الله تعالى إذا كان الانسان لا يملك القدرة على الاختيار.
فالانسان وفق الرؤية القرآنية ومنطق العقل الاسلامي، يجب أن يكون مختاراً وحراً، ليكون مسؤولاً، وليجري عالم الانسان وفق عدل الله تعالى، فلا مسؤولية بلا حرية، قال تعالى:
(وهديناه النجدين) البلد/ 10

شكرا لك دكتور محمد علي إضافتك المميزه

شكرا يا كوكو